يظهر للناظر في أمر ما أنه شر، فيصاب بالرعب والخوف، ويبدي تصرفات غريبة !
ولكن حين يعلم أن يفعل عليم حكيم خبير لطيف، يقل خوفه ليكون فيه نوع من التعجب، مع بقاء نوع الكراهية والقلق،
فإذا انكشف الخير في ذلك المكروه، لكم أن تتخيلوا تلك الفرحة التي تعلو وجه ذلك الكاره من قبل، وكم الحمد والثناء لمن كان سببا في ذلك.
في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام موضعين تعجب، بل وغضب وارتعب موسى، في حين كان الخضر عليه السلام في غاية الهدوء، وأن ما يراه موسى عليه السلام مكروها وشرا، كانت نظرة الخضر فيه أنه خير من ورائه الخير العظيم، فالعيب الذي في السفينة، خير لنجاتها، وهي بعد النجاة خيرها أعظم.
والغلام الذي قتل خير، من ورائه خير عظيم، فهو من أهل الجنة، لأنه قتل قبل التكليف، وخير لوالديه؛ لأنه لو عاش لأرهقهما بعصيانه، وهذا خير عظيم، والخير الآخر ما أبدلهما خيرا منه زكاة وتقوى ورحيما بهما.
فينبغي للمؤمن أن ينظر في أفعال الله العلي العظيم في نفسه وفيما حوله من أحداث أنها كلها خير، فليس في أفعال الله تعالى شر، بل كلها خير على الحقيقة، لأنها صادر عن عليم أحاط بكل شيء علما، حكيم خبير لطيف بعباده، ( فالخير كله في يديك، والشر ليس إليك ) رواه مسلم.